لماذا إطلاق جريدة “إضافة” خلال الظرفية الراهنة بجهة الصحراء..ومن يدعمها..؟

مدير الموقع31 أكتوبر 2024
لماذا إطلاق جريدة “إضافة” خلال الظرفية الراهنة بجهة الصحراء..ومن يدعمها..؟

العيون الآن 

بقلم/نفعي عزات

لماذا إطلاق جريدة “إضافة” خلال الظرفية الراهنة بجهة الصحراء..ومن يدعمها..؟

تزخر جهة الصحراء بعشرات المنابر الإعلامية..لكن، بعضها فقط، ما يشد الإنتباه الذي سيشكل أحد اهداف جريدة “إضافة” الناشئة لأجل تحقيقه بمعية زميلاتها من المقاولات الصحفية الجنوبية في تحليل وتغطية المجريات السياسية والإجتماعية والإقتصادية، لا سيما المرحلة المقبلة التي سيعرفها إقليم الصحراء من تغييرات ومسارات جديدة تتطلب  من الإعلام الجهوي كوسيلة بديلة اليوم مواكبتها باعتبار أن الدولة المغربية ستعمل على الإستثمار في هذا القطاع الحيوي وتطويره، وستنتقل به هو الآخر من التدبير إلى التغيير، ما يستوجب مواصلة الإجتهاد في بلورة الأفكار وتجويد الخدمات ورفع الإيقاع من طرف هذه المقاولات الصحفية الصحراوية التي حبذا لو تتجه نحو التخصص كوسيلة للإرتقاء وتحويل هذا الوسط الممتع إلى فضاء متعدد التخصصات إما الرياضية أو الاجتماعية أو الفنية أو السياسية.. وهكذا دواليك في محاولة العمل الصحفي قدر الإمكان على هذه المقاربة وإعتمادها كمنهجية وأسلوب.

ولعلها المقاربة التي ستكون الجريدة الإلكترونية “إضافة” مطالبة بتنزيلها والتحلي بها كأسلوب، حتى تكون إسم على مُسمى، من خلال الإحاطة بما تتداوله وسائل الإعلام الجهوية والوطنية والدولية، وتقديم إضافة على ذلك، بتفكيكه وتحليله ومحاولة الخروج بإستنتاج أو ملاحظة أو تنبيه أو توقعات، والبحث في مواضيع السلطة والثروة، وفق مقاربة تشاركية مع النخب المحلية والأكاديمية سواء من الأقاليم الصحراوية أو الجامعات الشمالية، وهذا باشراف فريق متكامل ذو خلفيات صحفية من حملة شواهد وطلبة سلك الدكتوراه، قرروا طواعية التعاون على إنجاح هذه التجربة التي نأمل أن تكون قيمة إضافية وتعزيزا للمشهد الإعلامي بجهة الصحراء إبتداء من 6 نونبر الجاري، وبغاية العمل على قدم المساواة إلى جانب كافة المقاولات الصحفية المتواجدة في هذه المنطقة التي ستعرف زخما إعلاميا غير مسبوق خلال الفترة القادمة كنتاج للدينامية القادمة والتحركات الدولية والإقليمية والمجالية المكثفة.

ما يعتبر والحال هذه، أحد الأسباب وراء إطلاق جريدة “إضافة” خلال الظرفية الراهنة بجهات الصحراء، حيث ستكون فلسفة هذا المنبر الاعلامي محددة ومركزة في تقييم الأداء النخبوي الصحراوي والاشتغال على التأمل والتحليل أكثر من الإخبار، والتركيز على الملفات الكبرى مثل مشروع الجهوية المتقدمة، وطريقة تدبير المنتخبين، والمبادرة الأطلسية والنموذج التنموي والاندماج الافريقي والمشاريع المهيكلة المتصلة بالجهات والغرف المهنية والجماعات الترابية بالصحراء بما فيها مجلس المستشارين الذي يشكل إمتدادا مؤسساتي لها، وكذا عموم الاشكاليات السياسية التي تعيشها الأقاليم الصحراوية عملا بثوابت دستور 2011، وضمن حدود المقاربة المعتمدة في التعاطي مع النزاع..وبهدف تجميع أكبر قدر من الضوء والإنتباه عبر إشراك المواطنين البسطاء والطاقات والمثقفين في نقاشات عمومية حقيقية وجعل جريدة “إضافة” بعد حوالي 9 أشهر، على أبعد تقدير، طريقا باتجاهين أو منصة ستلتقي عليها أراء هؤلاء وكتاباتهم وتصريحاتهم وملاحظاتهم بخصوص المشهد الجهوي والحزبي ونقل جميع الأصوات بتعدد ألوانها ومختلف أطيافها ومكوناتها المجتمعية والسياسية والقبلية والمجالية.

إن جريدة “إضافة” لن تكون في خدمة أي منظومة سياسية معينة، ولا ينبغي لها..وهي أيضا لن تكون مسخرة ضد أي تيار أو منظومة بعينها مهما كلف ذلك من ثمن، فهذا منبر إعلامي مؤمن بذاته ويعرف قدر نفسه، وهدفه قائم على تنويع الشراكات والوقوف على مسافة واحدة من جميع التيارات المتدافعة والإستناد على الموضوعية والحياد في تناول التطورات التي ستشهدها قضية الصحراء والمنطقة على المستويات المحلية والجهوية والإقليمية، ضمن مهمة عسيرة وشاقة سنقول أننا متفاءلون في القدرة نسبيا على معالجتها رغم أن الوضع صعب والأمور لم تتضح أو تحسم بعد، بسبب عدد من الاعتبارات والخلفيات خصوصا بمدينة السمارة، جوهر المسألة، إضافة إلى العيون والداخلة وكليميم ومختلف المدن والأقاليم بالجهات الصحراوية التي يمكن القول إجمالا أن عشريتها الحالية قد شارفت على الإنقضاء، أي عشرية ” النموذج التنموي”، التي بلغت مداها وإستكملته، وأصبحت تتحضر إلى إستقبال مرحلة نموذج سياسي جديد أو قل عشرية أخرى لا شك أنها ستكون مليئة بالمتغيرات.

وهي المتغيرات، التي سيلعب خلالها الإعلام الجهوي بالصحراء دورا رئيسيا في الترافع عنها وتسويقها مما يتطلب الإنتباه كنخب محلية والإستثمار في هذا القطاع المهم، شريطة الكفاءة والإبداع والتخصص، عبر تدعيمه وتشجيع المقاولات الجهوية التي ستكون قطب تنافسي هي الأخرى موازي في الساحة السياسية والحزبية وشريك في تحقيق التنمية الترابية، وقد رأيتم جميعا كيف إختار رئيس الحكومة عزيز أخنوش قبل أيام تقنية “الاعلام البديل” كأول خروج للتعليق على الصيغة الثانية من حكومته بعد إعادة هيكلتها، إلى غير ذلك من الإشارات التي تؤكد أهمية الاستثمار في الاعلام البديل كألية أضحت قوة مؤثرة وسط الرأي العام الصحراوي، وكما يقال الناس قديما كانت على دين ملوكها، أما اليوم هي على دين إعلامها، في ظل النزوح الجارف من الشاشات الكبيرة (التلفاز) نحو الشاشات الصغيرة (الهواتف الذكية) والمتصفح لم يعد يتلقى المعلومة والخبر، إنما أصبح يشارك في صناعته من خلال الصورة والتدوينة والفيديو وعبر إبداء الرأي والتعاليق وهكذا وهكذا.

الأمر الذي يحتم على الجسم الاعلامي بالصحراء مواكبته، والعمل بالخصوص على تغيير تلك الصورة النمطية المأخوذة عنه لدى منتخبي ومسؤولي الجهات الجنوبية بدون إستثناء، وما يقولونه بينهم، على أنه جسم إسترزاقي وإبتزازي وعديم الكفاءة والتخصص والفارغ من محتواه، وغيرها من النعوت والأوصاف التي يجب الوقوف عندها والحد منها بتصحيح المسار، وعلاج الأخطاء، والإذن بمرحلة إعلامية تشهدها الصحراء عبر نسج علاقة جديدة ومسافة أمان بين الصحافة والفاعل السياسي الصحراوي الذي من حظه أن الصحفي المحلي لا يرد عليه إتهاماته ولا ينعت من جهة ثانية المنتخبين بانعدام الكفاءة وضعف الأداء والتخصص، أو الإختلاس والإلتواء على الميزانيات أو فشل المشاريع والرؤى التنموية، بل يسعى الصحفيون المحليون دائما إلى إيجاد وخلق توليفة في معالجة وتغطية الجهود التي تقوم بها المجالس المنتخبة وفي صدراتها الجهات المسؤولة بخصوص التنمية الاقتصادية والمشاريع المستدامة.

وما يقومون به هؤلاء الصحفيون أبناء ظروفهم، من جهود مضنية في تغطية الأحداث ومحاولة رسم لوحة إعلامية عن ما تشهده الأقاليم الصحراوية ضمن متاعب وصعوبات يومية، وحساسية الإشتغال التي تشبه إلى حد بعيد محنة المشي فوق البيض يجب على الصحافي أن يمشي فوقه دون أن يكسره، وفي خضم مهنة مخاطرها عالية ونكباتها وأعاصيرها غير معروفة ولا متوقعة، طبعا بالنسبة إلى صحافة حرة ومستقلة وغير حبيسة أي إغراءات مادية أو توجهات سياسية أو حزبية، وغير ذلك مما يأتي إطلاق الجريدة الإلكترونية “idafa.ma ” في سياقه كتجربة حديثة نعلم أن أطراف محددة متوجسة منها، وأطراف رحبت بها وأكدت دعمها، وجهات أخرى تنظر إليها برفض وحذر مبالغ، بالرغم أنها تجربة، جاءت بامكانيات ذاتية جد متواضعة، وليست مع أحد ضد أحد، تجربة تسعى لأن تقدم إضافة للمشهد السياسي الصحراوي، قد تخطئ وقد تصيب، وربما تفشل وقد تنجح، تجربة من آيات إختلافها، وهنا المفارقة، أنها كانت مجرد فكرة..لكن، من تلك التي تولد وهي كبيرة.

 

الاخبار العاجلة