العيون الان
قررت فتاة سعودية أن تتبرع لوالدها بكليتها، لتنهي معاناته مع الفشل الكلوي الذي طال سنوات، دون أن يعلم والدها من المتبرع.
ولاء إسماعيل عاشور الصائغ (24 سنة) تحدثت لـ”العربية.نت” قائلة: “أشعر بسعادة غامرة، بعد أن استطعت إنهاء معاناة والدي لمدة دامت ثلاث سنوات، وتعبه الشديد والمتواصل بين أنابيب غسيل الكلى، فكان يرفض فكرة تبرعي بكليتي له، خوفاً علي رغم ما كان يعانيه من آلام حتى زادت أيام جلسات الغسيل إلى ثلاثة أيام في الأسبوع، مما زادني إصرارا حتى قمت بإبلاغ والدتي بمطابقة المواصفات ورغبتي بالتبرع لوالدي”.
وأبانت ولاء، أنها وجدت دعما من والدتها وشقيقها، لتخبر والدها أن معاناته مع الغسيل الكلوي ستنتهي خلال أسبوع، وأن هنالك فاعل خير رفض ذكر اسمه يريد أن يتبرع لك بكلية واحدة، حينها حدد مستشفى القوات المسلحة بمدينة تبوك موعداً لنقل كليتها وزراعتها في جسد والدها، لتقوم بإجراء العملية والتي تكللت بالنجاح.
وأضافت: “طلبت من والدي مرافقته في الرحلة للاطمئنان عليه، ودخل والدي غرفة العمليات، لأدخل معه دون علمه، وتم إجراء عملية نقل الكلية التي طالت 7 ساعات، وبعد أن فاق من آثار التخدير، التفت يميناً ووجدني بنفس هيئته ولبسه، وتفاجأ بوجودي معه، فقلت له هذا أقل واجب أقدمه لك، بعدما قدمت لنا كل ما تملك، وبنيت لنا منزلاً نتباهى به وأكرمتنا، فجاء الوقت لأرد لك أنا وإخوتي جزءًا من الجميل”.
في حين رد والدها في حديثه أن “ما قامت به ابنتي وتبرعها لي، من أروع درجات البر، وبعد خروجي من غرفة العمليات، علمت أن ابنتي ولاء هي من تبرعت بكليتها وعرّضت حياتها للخطر في سبيل راحتي، حينها لم أتمالك نفسي من البكاء”.
وأضاف: “حصلت على موافقة من الديوان الملكي على زراعة الكلى في الصين، وأخدت التقارير سنة كاملة، وكان التأخير وراء تبرع ابنتي ولاء، والتي قدمت لي جزءا من جسدها”.
وتابع: “مستشفى القوات المسلحة في تبوك، عمل لي كافة الإجراءات، وأخبروني أن المتبرع فاعل خير، وأبلغوني عن موعد العملية، ففرحت وشعرت بالأمل، وتم إجراء العملية، ولم أعلم بأن المتبرع هي ابنتي”