العيون الآن
السالكة دايدا//العيون
صراع دموي بين باكستانيين وأفارقة يحول قارب مهاجرين إلى مأساة قبالة الداخلة..
شهد قارب مهاجرين متجه إلى جزر الكناري حادثا مأساويا قبالة سواحل الداخلة، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين مهاجرين من باكستان وآخرين من دول جنوب الصحراء، وسط أمواج المحيط الأطلسي العاتية. الحادث أسفر عن وفاة 50 شخصا، بعضهم ألقت الأمواج جثثهم في البحر، بينما ظلت جثث أخرى داخل القارب الذي صار رمزا جديدا للمآسي المرتبطة بالهجرة غير الشرعية.
وبين الناجين، ظهرت بوضوح آثار التعارك الذي نشب على متن القارب، حيث اتهم المهاجرون الباكستانيون نظراءهم الأفارقة بالتسبب في مقتل عدد من أبناء جلدتهم أثناء الرحلة المروعة. السلطات المغربية ألقت القبض على الناجين قرب الداخلة وفتحت تحقيقا موسعا لتحديد ملابسات الحادث، وأحالت القضية إلى محكمة الاستئناف بمدينة العيون لتعميق البحث.
مصادر محلية أشارت إلى وجود أدلة تُدين بعض المهاجرين الأفارقة بالتورط في الاعتداءات على الباكستانيين، ما يعكس الصراعات التي قد تتفاقم داخل هذه الرحلات اليائسة. وفي ظل استمرار التحقيقات، تبقى قضية القارب مؤشرا على التحديات الإنسانية والقانونية التي تواجهها السلطات في التعامل مع شبكات الهجرة غير الشرعية.
في سياق متصل، استقبل عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، المفتش العام للشرطة الباكستانية سلمان الشودري، لتعزيز التعاون الأمني بين المغرب وباكستان. اللقاء ركز على رفع مستوى التنسيق لمحاربة شبكات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، في خطوة تؤكد التزام البلدين بمواجهة هذه التحديات.
تأتي هذه الفاجعة كجزء من سلسلة حوادث مأساوية على طرق الهجرة غير الشرعية عبر المحيط الأطلسي، التي تعرف بخطورتها العالية. ويظل السؤال حول كيفية إيجاد حلول جذرية لهذه الأزمات معلقا بين الجهود الوطنية والتعاون الدولي لمواجهة هذه الظاهرة المعقدة.