العيون الان
بقلم: حمنة محمد أحمد
قلتها للمرة المليون على أن هذه الحكومات المتعاقبة على دواليب السلطة و زمام الأمور في مناسبات عديدة و في مقالات منشورة في عدة منابر إعلامية دولية بخصوص الكيل بمليار مكيال من طرف المتحكمين بالمشهد السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي للمنطقة، و أخر حدث برهن على ذلك هو حراك الصحراء مقارنة بحراك الريف و بالضبط مدينة الحسيمة التي خرج كافة الشعب شيبا و شبابا نساء و رجالا فقراء و أغنياء للتعبير عن امتعاضهم من الوضعية المزرية التي تعيشها الساكنة بخصوص البطالة و الهشاشة ثم غلاء المعيشة اليومية و انعدام المستشفيات الجامعية بالمنطقة بالإضافة إلى التطرق لمشكل انعدام نواة جامعية بالمنطقة. فعند بداية الغليان انتقلت الدولة بكل ممثليها و من أعلى مستوياتها للمنطقة للتهدئة و إخماد نار الفتنة كما يقول البعض و ما أدراك ما الفتنة بحيث تم إبرام اتفاقيات رسمية و سرية لإيقاف الحراك الشعبي مما تمخض عن هاته الإجراءات ” إنشاء الحجر الأساس لبناء جامعة بالإضافة إلى إعطاء الإنطلاقة لبناء مستشفى جامعي ثم الاشتغال على الطريق السيار بالإضافة إلى توفير 231 منصب بالجماعات الترابية و 500 منصب لقطاع التعليم و هو عدد قابل للزيادة في أي لحظة” بين ليلة و ضحاها بعصا سحرية بينما في الجهة الأخرى و بالضبط بمدينة العيون فجحافل المعطلين تواجههم العصا الكهربائية التي أظهرت للقاصي قبل الداني مدى اختراق قوات الأمن المغربية لقانون حقوق الإنسان و تنصلها الدائم للالتزامات الدولية التي تضمن حق التظاهر و المطالبة بالحقوق الاجتماعية و المتمثلة في حق التشغيل التي يحفظها الدستور و تضمنها كافة المواثيق الدولية، فبدل أن تتحاور معهم الجهات المعنية و البحث عن حلول ناجعة خصوصا أن المنطقة تشهد ظروف خاصة بالإضافة إلى توفر المنطقة على مادة تعتبر هي الشريان الاقتصادي العالمي المستقبلي ألا وهي مادة الفوسفاط والتي تستعمل في عدة مجالات منها التصنيع و في مجال الأسلحة النووية بالإضافة إلى أهميتها القصوى في مجال الفلاحة ، لكن يلاحظ على أن ابناء المنطقة أقلية في شركة الفوسفاط مما يظهر الحيف المنتهج ضدهم على الرغم من أنهم يتوفرون على الشواهد و الدبلومات المطلوبة للعمل.
فمن أعطى الأمر للشرطي المعتدي بالزي المدني الذي كان يحمل العصا الكهربائية المحرمة دوليا ضد المتظاهرين السلميين، و التي ثبت علميا على أن لها تأثير مباشر على الدماغ مما قد يؤدي مستقبلا بالضحية إلى شلل نصفي أو كلي بالإضافة إلى فقدان الذاكرة لأن الطاقة الكهربائية الكبيرة التي تدخل للجسم تدمر كل الخلايا النشطة وعلى رأسها الخلايا المتواجدة بالدماغ، ولكن مالا يعرفه الشرطي بالزي المدني أو من أعطاه الأوامر بأن يحمل تلك العصا الكهربائية على أن سياسة اللجوء إلى المحاكم و انتظار الخبرة الطبية و الشهود قد ولى وان الحل الجديد المنتهج في الصحراء هو العودة إلى زمن القصاص و ذلك عن طريق تكفل مجموعة من شباب المنطقة بتتبع خطوات الجلادين و معرفة مكان إقامتهم و مكان شرب القهوة و مكان دراسة الأطفال و بالتالي فحياته و حياته أسرته كلها في خطر بل في يد عفريت لا يعرف للرحمة طريق، و ذلك لكي يصبح عبرة لمن يعتبر و لمن لا يعتبر أيضا. فإن عدتم عدنا و أجزم على أنكم لم تعرفوا الإنسان الصحراوي الحقيقي بعد فكلما عذبتموه كلما زاد صمودا و إصرار ، و كلما كان الفعل قوي كانت ردة الفعل أقوى و أشرس، فحذار ثم حذاري من غضبي و من إنفعالي فإذا غضبت فإني لا أبالي. فنحن القوم الذين قالوا لنا أحلام تزن الجبال رزانة و تخالنا جنا إذا ما نجهل.
أما بخصوص التحدث عن واقع الأمر من طرف المسؤولين بالمنطقة و بالضبط المنتخبين، فإنه لا يرجى منهم خير حاليا لأنهم مجرد كومباريس في مسرحية كبرى تدور رحى أحداثها بالصحراء و ليس لهم حق الكلام لأن المخرج لم يعطيهم حق التحرك فما بالك بالتكلم، على الرغم من أن لهم قدرة كبيرة على تغيير الوضع لأنهم يمثلون إرادة الشعب وليسوا معينين من طرف السلطة و بالتالي فإنه من الواقعي أن تكون كلمتهم مسموعة و لكن للأسف فإن كلمتهم مقطوعة لأنهم لا يثقون في قدراتهم الداخلية. فإذا إتحد كافة المنتخبين بالصحراء وقرروا الوقوف إلى جانب صف المظلومين من بني جلدتهم فإن الوضع سيتغير للأفضل لا محالة. فإذا الشعب يوما أرد الحياة فلابد أن يستجيب القدر. و لن يقدر على إيقاف حراكهم الشرعي أي قوة ظالمة و مستبدة.