العيون الآن.
طارق أخراب / العيون.
في سابقة نوعية تجسد التموقع الاستراتيجي للأقاليم الجنوبية للمملكة، احتضن مقر مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، يوم الخميس 10 أبريل، أشغال المكتب التنفيذي للرابطة الدولية للعمد الفرنكوفونيين، برئاسة عمدة باريس، وذلك بحضور شخصيات دولية وازنة، في دلالة قوية على المكانة المتزايدة التي باتت تحتلها جهة العيون على الساحة الدولية.
ويأتي انعقاد هذا الحدث الهام في سياق دينامية دبلوماسية متنامية، حيث خُصصت إحدى نقاط جدول الأعمال لمقترح انضمام جهة العيون الساقية الحمراء إلى المكتب التنفيذي للرابطة، وهو المقترح الذي سيتم البت فيه خلال الاجتماع المقبل للمجلس الإداري للرابطة، المزمع عقده في الرابع من يونيو القادم.
وقد أسهم رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، حمدي ولد الرشيد، بدور محوري في استقطاب هذا اللقاء الدولي إلى مدينة العيون، انسجاما مع توجهات السياسة الخارجية للمملكة المغربية، وتعزيزا لمسار التقارب المغربي الفرنسي، الذي يشهد تطورا ملحوظا على مختلف المستويات، خصوصا بعد مضامين الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية للبرلمان في 11 أكتوبر 2024.
كما يرتقب أن يساهم انضمام جهة العيون للمكتب التنفيذي للرابطة الدولية للعُمد الفرنكوفونيين في تكريس الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، ويعزز دعم باريس للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، فضلا عن ترسيخ الحضور المؤسساتي للأقاليم الجنوبية في فضاءات التعاون الفرنكوفوني.
وفي تصريح بالمناسبة، أكد حمدي ولد الرشيد أن احتضان مدينة العيون لأشغال المكتب التنفيذي للرابطة يُعد حلقة مهمة في مسلسل تعزيز العلاقات المغربية الفرنسية، كما يعكس ثمرة الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في مجال الدبلوماسية الترابية والانفتاح على الشركاء الدوليين.
وأضاف أن جهة العيون الساقية الحمراء مستعدة للانخراط بفعالية في مختلف المبادرات المشتركة مع الجانب الفرنسي، عبر تنزيل مشاريع تنموية واتفاقيات استراتيجية، تروم تحقيق التكامل السياسي والاقتصادي والثقافي، ليس فقط مع فرنسا، بل مع العمق الإفريقي والفرنكوفوني بصفة عامة.
وينتظر أن تشكل هذه الخطوة التاريخية منطلقا جديدا لدينامية دبلوماسية ترابية ترتكز على إشراك الجهات في السياسات الدولية، وتجسد انفتاح المملكة على العالم من بوابة أقاليمها الجنوبية، التي أضحت اليوم واجهة مشرفة للديبلوماسية المغربية الرصينة والمبادرات التنموية الكبرى.