العيون الآن
تلمزون تودع أحد رموزها: العلامة والمقاوم البشير ولد الفاطر في حفل تأبيني مهيب..
نظمت عائلة أهل الفاطر، بشراكة مع تعاونية صوت المجتمع المدني بالعيون، يومه السبت 4 يناير 2025 بمركز تلمزون بإقليم طانطان، حفل تأبين للراحل البشير ولد الفاطر، أحد أعلام المقاومة ورموز العلم والدين في الصحراء المغربية.
الحفل حضره شيوخ القبائل وأعيان من مكونات المجتمع الصحراوي، إضافة إلى شخصيات مدنية وعسكرية وأفراد من عائلة الفقيد، الذين توافدوا من مختلف الأقاليم الجنوبية. افتتح التأبين بتلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقبها كلمات تستحضر مآثر الفقيد وسيرته المليئة بالكفاح والإخلاص.
في كلمة ترحيبية مؤثرة ألقاها الدكتور إبراهيم ولد سلمى ولد الفاطر نيابة عن العائلة، أُشيد بدور المرحوم في توحيد الصفوف وخدمة الوطن، مع التعبير عن صبر العائلة وتقديرها لتضامن الحضور.
العلامة البشير ولد الفاطر، المولود في عشرينات القرن الماضي بوادي الساقية الحمراء، نشأ في أسرة بسيطة واعتمد منذ صغره على نفسه لتلبية احتياجات عائلته، ما أكسبه خبرة واسعة في التنقل والصيد والتعامل مع مختلف مكونات الصحراء.
انخرط الراحل مبكرا في صفوف جيش التحرير لمقاومة الاستعمارين الفرنسي والإسباني، وشارك في عدة معارك حاسمة مثل تكل ورغيوة وأم لعشار ومركالة. كان مثالا للشجاعة والانضباط، وتولى منصب نائب قائد المائة، كما تؤكد الوثائق الرسمية لجيش التحرير.
بعد استقلال المغرب، كان البشير أحد الشخصيات البارزة التي شاركت في مؤتمر بوخشبية عام 1958، حيث قدمت البيعة للملك محمد الخامس. ثم انخرط في القوات المسلحة الملكية، وظل يخدم وطنه بإخلاص حتى تقاعده سنة 1982.
بجانب نضاله العسكري، عُرف البشير كمرجع تاريخي وأدبي وديني، حيث استقر بتلمزون وفتح بيته للطلبة والباحثين في العلوم الشرعية والتاريخ، ليواصل عطاءه حتى وافاه الأجل يوم 23 نوفمبر 2024.
حفل التأبين شهد تكريما لشخصيات عايشت الفقيد، مع التأكيد على دوره كرمز من رموز الصحراء المغربية، وأحد الشهود على تاريخها العريق.
برحيل البشير ولد الفاطر، تفقد الصحراء أحد أبنائها الأوفياء الذين تركوا بصماتهم في الدفاع عن الوطن وخدمة مجتمعاتهم. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.