تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي…لحظة مفصلية في تاريخ قضية الصحراء المغربية

محرر مقالات19 أبريل 2025
تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي…لحظة مفصلية في تاريخ قضية الصحراء المغربية

العيون الأن.

حمزة وتاسو / العيون.

في الوقت الذي تتسارع فيه التحولات الجيوسياسية والأمنية على الساحة الدولية، تبرز مؤشرات قوية على قرب اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية قرارا حاسما بتصنيف ما يسمى بـ”جبهة البوليساريو” كتنظيم إرهابي، قرار كهذا إن اتّخذ لن يكون مجرد خطوة سياسية عابرة، بل بداية لمرحلة جديدة تنهي سنوات من الغموض واللبس، وتضع الملف في إطاره الحقيقي: صراع بين شرعية دولية يقودها المغرب، ومشروع تخريبي يتستر وراء شعارات التحرر الزائفة..

أولا: التحول من خطاب سياسي إلى مقاربة أمنية

لطالما تم تقديم البوليساريو في بعض الأوساط الغربية على أنها “حركة تحرر”، غير أن المعطيات الاستخباراتية المتراكمة، والتقارير الدولية الحديثة، كشفت عن انخراط هذا الكيان في أنشطة تهريب الأسلحة، وتعاون وثيق مع تنظيمات إرهابية تنشط في منطقة الساحل والصحراء، وعلى رأسها جماعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

هذا التحول من إطار “النزاع السياسي” إلى “التهديد الأمني”، جعل من البوليساريو موضوعا لمراجعة شاملة داخل دوائر صنع القرار في واشنطن، خاصة بعد تزايد المخاوف من توسع الفوضى الأمنية في إفريقيا، وما يمثله الكيان الانفصالي من بوابة خلفية لاختراقات أجنبية تهدد المصالح الإقليمية والدولية.

ثانيا: الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب…من التصريح إلى التطبيق

منذ إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافها بسيادة المغرب على كامل ترابه، بما في ذلك الصحراء، والولايات المتحدة تواصل تأكيد هذا الموقف ليس فقط على المستوى السياسي، بل عبر خطوات عملية تعكس شراكة استراتيجية تتوسع في مجالات الدفاع والأمن والطاقة.

اليوم يأتي احتمال تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي كترجمة عملية لهذا الالتزام، وكإعلان ضمني بأن واشنطن لم تعد تقبل بمناطق رمادية في هذا الملف وأنها تدعم الاستقرار بقيادة المغرب، لا الفوضى التي يسعى الكيان الوهمي لتغذيتها.

ثالثا: تداعيات التصنيف على المستوى الدولي
قرار التصنيف، إن تم، سيؤدي إلى سلسلة من النتائج العميقة، عزلة دولية غير مسبوقة للبوليساريو، وتحول قادتها إلى مطلوبين دوليا في قضايا تتعلق بالإرهاب وجرائم الحرب، تقييد التحركات والتمويل إذ ستمنع المصارف والمنظمات من التعامل مع أي ذراع مالي أو إنساني يتبع لهم، ما سيخنق بنيتهم اللوجستية.
إحراج للدولة الحاضنة التي ستجد نفسها في موقف المدافع عن تنظيم مصنف إرهابيا، وهو ما قد يدفع إلى إعادة النظر في علاقتها بالكيان.

تثبيت الأطروحة المغربية دوليا خاصة مع تنامي القناعة بأن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل الوحيد الواقعي، الجاد، والدائم للنزاع.

رابعا: الرؤية المغربية…شرعية تحصنها الحكمة

في مواجهة كل هذه المتغيرات تواصل المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، الدفاع عن قضيتها الوطنية الكبرى بثبات وبعد نظر، مع التمسك بالقانون الدولي، وبنهج الحوار والتعاون مع الشركاء الدوليين.

المغرب لم يكن يوما بحاجة لتزكية من أحد، بل قدم للعالم نموذجا في الاستقرار، والتنمية، ومحاربة الإرهاب، في منطقة تعد من أكثر المناطق هشاشة، واليوم تجد هذه الجهود صداها في مواقف دول كبرى تعيد ترتيب أولوياتها، وتختار الوقوف إلى جانب الشرعية لا الفوضى.

تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي ليس مجرد قرار أمريكي محتمل، بل محطة مفصلية في تاريخ هذا النزاع، تؤسس لمرحلة جديدة عنوانها: “لا مكان للوهم في عالم تحكمه الحقائق.”
والمغرب، كعادته، حاضر بثقله، مدافع عن وحدته، واثق في عدالة قضيته، وماض نحو المستقبل بثقة لا تهزها الأباطيل.

الاخبار العاجلة