العيون الآن.
مع بداية ولايته، اتخذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خطوة حاسمة بإرسال قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، الجنرال مايكل لانغلي، إلى الجزائر. وشهدت الزيارة لقاءات مع الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس الأركان سعيد شنقريحة، ركزت على قضايا استراتيجية وتحذيرات أمريكية صارمة بشأن سياسات الجزائر الإقليمية والدولية.
أكدت الولايات المتحدة قلقها بشأن العلاقات المتنامية بين الجزائر وروسيا، خاصة الاتفاقيات التي تتيح للقوات البحرية والجوية الروسية استخدام الموانئ والقواعد العسكرية الجزائرية مثل مرسى الكبير. اعتبرت واشنطن هذه الشراكة تهديدًا مباشرًا للأمن في البحر الأبيض المتوسط، حيث تسعى روسيا لتعويض خسائرها في الشرق الأوسط بالتمدد نحو شمال إفريقيا.
فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، جددت الإدارة الأمريكية التأكيد على موقفها الثابت بشأن مغربية الصحراء، وحذرت الجزائر من استمرار التصعيد العسكري ودعم جبهة البوليساريو. ودعت واشنطن الجزائر إلى وقف حملاتها الإعلامية المعادية لحلفائها، بما في ذلك إسرائيل وفرنسا وإسبانيا.
الزيارة تناولت أيضًا ملف العلاقات مع إيران، حيث طالبت واشنطن بتقليص التعاون الجزائري مع طهران وإنهاء أي دعم أو إيواء لقيادات حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي. كما شددت الولايات المتحدة على ضرورة وقف الدعم غير المباشر للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، محذرة من استغلال الجزائر لورقة الإرهاب في التعامل مع دول الجوار.
في ظل تصاعد أنشطة الجماعات المسلحة في المنطقة، دعت الولايات المتحدة الجزائر إلى تعزيز التعاون الأمني مع الشركاء الدوليين، مع الالتزام بالشفافية في مكافحة الإرهاب. كما أكدت أن أي تلاعب بهذا الملف قد يعرض الجزائر لعواقب وخيمة، بما في ذلك وقف المساعدات العسكرية.
يبدو أن الجزائر بدأت الاستجابة للضغوط الأمريكية، حيث لوحظ تراجع خطابها العدائي تجاه إسرائيل، مع تعهدها بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان الاستقرار في المنطقة. تشير هذه التحركات إلى تحول محتمل في سياسة الجزائر الخارجية تحت تأثير الضغوط الأمريكية، ما قد يعيد رسم موازين القوى في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل خلال المرحلة القادمة.