تصدعات صامتة في بيت الأحرار بالعيون..بين حرب التزكية وخطط الرحيل الفردي او الجماعي..

مدير الموقع16 يونيو 2025
تصدعات صامتة في بيت الأحرار بالعيون..بين حرب التزكية وخطط الرحيل الفردي او الجماعي..

العيون الآن 

أشرف بونان _ العيون 

تعيش التنسيقية الجهوية لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة العيون الساقية الحمراء على وقع توترات داخلية وتصدعات صامتة، تنذر بتحولات كبرى في المشهد السياسي المحلي. هذه التوترات، التي لا تزال بعيدة عن العلن، تتجلى في تفكير عدد من القيادات في مغادرة الحزب بشكل فردي أو جماعي، باتجاه تنظيمات سياسية أخرى بدأت بالفعل في مد جسور التواصل معهم، مستهدفة أسماء لها وزن انتخابي وميداني وكان لها الفضل في ترجيح كفة “الحمامة” في انتخابات سابقة، خصوصا على مستوى الجماعات الشمالية للجهة، حيث يضم الحزب 68 عضوا.

في خلفية هذا الحراك الداخلي، تلوح في الأفق حرب تزكية صامتة لم تعلن بعد، لكنها تحمل في طياتها بذور انقسام واسع. فالصراع الداخلي لا يتعلق فقط بتحديد أسماء مرشحة للاستحقاقات المقبلة، بل يتجاوز ذلك ليصل إلى صلب هوية الحزب ومستقبله بالجهة. فإما أن يتمكن من البقاء موحدا بخطة استراتيجية واضحة ويبتعد عن الأنا القبلية، وإما أن يتوقف عند مفترق طرق يفرض على كل طرف اختيار وجهته الجديدة بشروط مغايرة، تتجاوز التشريعيات المرتقبة في 2027.

وما يزيد الوضع تعقيدا هو طريقة تدبير الحزب على المستوى الجهوي وخصوصا إقليم العيون وطرفاية، بقيادة منسقه البرلماني ورئيس إحدى الجماعات، والذي يرى فيه خصومه رمزا لصراع أفقي طويل مع “أبناء عمومته”، استخدم فيه النفوذ للهيمنة على الحزب ومناصبه السياسية وإقصاء من يعبر عن رأيه بصراحة. هذا الصراع، وإن كان خفيا، قاد إلى تهميش بعض الوجوه التي كانت وراء النجاح الانتخابي، واستفاد من نتائجها من يوصف بـ”البخيل السياسي”، الذي حصد الثمار دون أن يشارك في الزرع.

وفي نظر العديد من المتتبعين، فإن الحزب، الذي ظل ينظر إليه كبديل سياسي واعد وقادر على استيعاب مختلف مكونات المجتمع، خيب الآمال في الاستقطاب والتجديد. فالصورة لم تتغير، والوجوه الحزبية التي تشارك في الأنشطة ظلت هي نفسها، تكرر حضورها في مناسبات محددة، وتختفي عن المشهد في فترات الحسم والمواجهة، مما زاد من اتساع هوة التباعد بينها وبين المواطن.

وحتى على مستوى المرأة داخل الحزب، لا يبدو أن هناك تغييرا ملموسا، إذ تشكو بعض القيادات النسائية من صعوبة الظهور وتفاوت في الفرص، رغم الجهود المبذولة. هذا التفاوت يكرس واقعا لا يعكس حجم التحديات التي تواجهها المرأة الصحراوية في العمل السياسي، ولا يترجم طموحاتها في تمثيل فاعل داخل مؤسسات القرار.

في ظل هذا المناخ، أصبحت بعض القيادات القوية ميدانيا تفكر بجدية في خطط بديلة: خطة A للبقاء بشروط، وخطة B للرحيل بصمت، وخطة C للبحث عن مشروع سياسي جديد خارج سرب “الحمامة”. فالانقسام لم يعد مرتبطا بأمزجة شخصية، بل بخيارات سياسية واستراتيجية لم تعد تجد صدى لها داخل بيت يعيش حالة جمود تنظيمي وميداني.

إن ما يجري اليوم داخل حزب التجمع الوطني للأحرار بالعيون ليس أزمة عابرة، بل هو تعبير عن أزمة بنيوية عميقة، تعكس قصورا في قراءة التحولات السياسية والاجتماعية بالمنطقة. وإذا لم تتدارك القيادة الوطنية هذه الهشاشة قبل الاستحقاقات المقبلة، فقد تجد نفسها أمام نزيف تنظيمي يعيد رسم الخريطة السياسية في الجهة برمتها.

الاخبار العاجلة