العيون الان/ بقلم الاستاذ يوسف بوعنيس
عاد محمد لمصصفى حاملا الغداء من مقهى السواعد، ذلك الشخص اللبيب وطباع غالبها الايثار مع طلاب كادحين من مراكش و احوازها الى الجنوب من اقاصي قرى المحاميد الى زاكورة وارززات اسفي جديدة خريبكة القلعة فشيشاوة وامنتانوت الى تافراوت و تيزنيت و ثلة من الطلبة الصحراويين. كان الطقس وقت الزوال باردا في كانون الاول، كما العادة في مراكش العامرة اﻷمنة . ادلف محمد المصطفى الى العمارة B، مرحبا بكم في عالم طلابي دو نفحات يسارية ولبرالية و عدلية وفوضوية و كل الوان الطيف النفسي و العرقي و السياسي هاهنا يجمعهم ثابث واحد هو الفقر المادي و الرغبة العطشى للتحصيل و تغيير الواقع القاتم لمستقبل شباب حالم فقط لا غير .
تطالع مسامعه و هو يدب بين اروقة لبافيون اغاني ملتزمة و اخرى ثورية من رحيق الثورة الكوبية و ملاحم سيمون بوليفار وباكونين و ارنستو، ونظرة شفاه فدييل حاملتا السيكار وهو مزهو بتلك الصور وهذه الترانيم التي يعرف مصدر انبعاثها عادة من شونبر الرفيق باكو او هكذا كان يلقب، لم يقلق راحت مسير لمصطفى بين لكولوارات الا سائل ينضب من تحت ميكة الغداء التي تجمع ثلاث ميكات افرغ القهوجي السواعد في كل منها اللوبيا و لعدس و قليل من لهريسة و ثلاثة محرشات ذلكم يوم جميل ردد المصطفى وهو يرمم الوعاء البلاستيكي الاسود اللون. اكمل خطاه مسرعا شيئ ما بقوة الجوع و انتظار الرفاق في اخر شونبر فالطابق الثالث ،انها 405 مكان القرارات الحاسمة و التفكير و الكتابة و رصد تحركات “الخصم ” ابان فترات الصراع القصوى مح حلول زمن الامتحانات،اتخده عشران محمد لمصطفى مسكنا على الدوام ،الى ان حياه أحدالنازلين من الدرج العلوي من الاخوة في العدل و الاحسان بتحية ماكرة لم تبقى منها في أدنه سوى سنة سعيدة لكم يا رفاق .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حضور الاصول و التربية الدينية في فيافي و أرياف الصحراء اوخزت الالم في محمد المصطفى هذا الطالب الذي ترك اهله في نواحي راس الخنفرة في الضفاف الشمالية لواد الساقية يرعون إبلهم و ماشيتهم . و كأنني به رافض لمسالة الاحتفال باعياد الميلاد فطريا . تمالك نفسه و هو يدنوا من الغرفة المعلومة و شجن اغاني مرسييل و جاك بريل و خالد و سعيدة فكري و ناس الغيوان يعلو بهدوء باحة الطابق راسما سمفونية ثورية ملتزمة على محيا المكان .
بعد غداء الرفاق اتفقوا ان لا ينخرطوا في موجة الذهاب الى معاكسة الشقراوات و مطاردة الشنوف و النهل من ماء المرجان، و ان لا ينخرطوا في تلك الطقوس المستوردة الهجينة المعبرة عن الجهل و إستعمار ثقافي و فكري ضحيته ابناء الطبقات العاملة و البروليتاريا العمالية و مداخيل اضافية للرأسمالية المتعفنة .
ما إن أسدى الليل سدوله و عاد العاشقون من مواعيدهم الغرامية الرفاقية بين جنبات الريسطوا، و المكتبة و امام عامة الطلبة في الساحة التي تتوسط عمارات الحي،حتى أرخى على منطقة البديع و القصور و الحي الجامعي الرابض بينهما جوا شاعريا، ملهما لميزان القصيد و النقاش المثمر ، اجتمع رمضان و محمد المصطفى و سعيد و نفعي على جلسة كندرة بالاعشاب ،المشروب السحري بالحليب و بعض الشاي و طهيه كطهي الشاي و عشاء بالدشيشة و اللبن او لبلولة كما فرض على …………رمضان ذات ليلة نطقها بعدما لم يعرف مول لحانوت معنى الدشيشة .
و لزمن الرفاق نوستالجيا .