العيون الآن _ مشاهد
بوعشرين ” المتنبي” … هكذا رد مصطفى ولد سلمة حول رؤية “سلطان” الصحافة في المغرب..
استسمح “سلطان” الصحافة في المغرب في معارضته، و ليس معي غير بيت شعر “مَسٌَكٌَّط” عليه، على سنة صاحبه:
لما رأيتُ القومَ شدوا رحالهم
إلى بحرِك الطَّامي أتيتُ بِجرتّي
فقد تداول السيد “توفيق بوعشرين” في ثاني “بودكاست” له، إحتمالية سحب ملف نزاع الصحراء من يد الامم المتحدة، من جملة مجموعة توقعات له، لأحداث سنة 2025. أضاف لها البعض إمكانية أنْ “إِوَلٌِ المغرب فْلِحْيَةْ بُوهُ” و يسحب مقترح الحكم الذاتي من على الطاولة.
و يقول المثل الحساني “لِي مْشَكٌَّر شي إدِيرْ شي فْبَلْدو”، و بالفصحى ماهو البديل؟
الرأيان يمثلان حلولا قسرية، تلغي الآخر و تفتح الباب على مصراعيه ل”طاكٌْ على من طَاكْ”. و ذلك سيعمق مشاكل المنطقة أكثر من مساهمته في حلها. و ستكون نتيجة اي من الفكرتين او كليهما إغراق المنطقة في الفوضى، و أكبر متضرر منها بالتأكيد من كان الأكثر استقرارا قبلها. و أعتقد أن ذلك ما يريده خصوم المغرب، منذ إعلان البوليساريو التنصل من إتفاقية وقف الاطلاق، بعد أزمة الكركرات 2020.
على العكس من ذلك يخدم المغرب الالتزام بالمسار الاممي الاكثر امانا، و تحصينا لمكاسبه المحققة على المستويين الميداني (حدود الحزام + الكركرات)، و السياسي ( إخراج الاستفتاء من قرارت مجلس الامن، و التوجه الدولي نحو اقرار الحكم الذاتي كحل وحيد).
و لعل دعوة ملك البلاد القائد الاعلى للقوات المسلحة صاحب القرار الاستراتيجي، في خطابه امام غرفتي البرلمان، نحت هذا المنحى (تعريف من لم يعترف بعد بمقترح المغرب)، و لم تجنح نحو التصعيد.
المغرب يشتغل بضبط نفس و صبر استراتيجي، بهدف جعل استمرار الاطراف الاخرى في النزاع غير مجدي، و دفعهم للقبول بعرضه كحد اقصى. و في سبيل ذلك نراه يعمل على ربط المحيط الاقليمي و العالم بالصحراء، عبر تهيئة البنى التحتية، و توسيع الاستثمارات و مبادرات الشراكة مع الدول و التكتلات، إضافة الى السعي في الاستزادة من الاعتراف الدولي بمقترحه للحل.
بينما يخدم الاطراف الاخرى، جعل استمرار النزاع مكلفا بالنسبة للمغرب عبر الضعط الاقتصادي و الديبلوماسي و “العسكري”، و لا يملكون له حاليا من سند غير تقدم المغرب في الكركرات 2020، فما بالك بسحب الملف من يد الامم المتحدة او غياب بديل سياسي لحالة الحرب.
حالة الانقلاب او تغيير للنظام في الجزائر وحدها القادرة على إحداث طفرة في النزاع، عدا ذلك سنستمر في مراقبة عداد النقاط، في انتظار من “يَعْيَ” أولا.
————–
“مَسٌَكٌَّط” (بالحسانية): متطفل على مؤائد الآخرين.
“إِوَلٌِ فْلِحْيَةْ بُوهُ”:مثل حساني يضرب في من رجع في عطيته.
“لِي مْشَكٌَّر شي إدِيرْ شي فْبَلْدو”: مثل حساني مفاده: من انتقد شيئا عليه ان يقدم البديل.