بواب المدرسة “الجزء الخامس” بقلم: ابراهيم ابريكا

مدير الموقع8 يوليو 2017
بواب المدرسة “الجزء الخامس” بقلم: ابراهيم ابريكا

العيون الان

بواب المدرسة “الجزء الخامس”

بقلم: ابراهيم ابريكا

     بينما سكينة منهمكة في تلقين تلاميذ وتلميذات قسمها الدرس، و صلتها رسالة نصية من عند محمد سالم، يخبرها فيها أنه يود لقائها مساءا في إحدى مقاهي المدينة، ليتبادلا أطراف الحديث وليتعرف عليها أكثر، فأجابته بأنها سترد عليه مساءا.
     عند و صول المعلمة سكينة الى المنزل وبعد تفكير عميق، طرحت الموضوع على صديقتها لتسمع رأيها، هذه الاخيرة لم تمانع بل شجعتها على لقائه للتعرف عليه أكثر فأكثر، فأرسلت له رسالة نصية عبر الجوال تخبره فيها بموافقتها. أخدت تجهز حالها، فالتدريس بدأ يأخد من زينتها وجمالها واهتمامها بمظهرها. لبست أفضل ثيابها، وحملت احدى حقائب اليد في تناسق تام مع لباسها و نعلها.
     بعد تلقي محمد سالم الرسالة النصية، هاتفها فورا محددا لها مكان المقهى، و استقل سيارة أجرة و سبقها هناك، و انزوى في ركن المقهى حتى لا  يكون في مرمى عيون رواد المقهى، بعد ربع ساعة من الانتظار و صلت سكينة ومدت يدها للسلام، فرحب محمد سالم بها، وأثنى عليها لقبولها الدعوة، فنادى على النادلة وطلبت سكينة عصير البرتقال. في الدقائق الخمس الاولى ساد الصمت والحديث المتقطع بين ترحيب وشكر وثناء، وتبادل نظرات يعلوها الحياء والاعجاب.
     استطاع محمد سالم ان يكسر الجمود و أن يسألها.
– هل أنت مخطوبة أم مرتبطة؟
– إن كنت على علاقة بأحد فلن أتي الى هنا.
– اه حسنا، أريد أن أتقدم اليك طالبا يدك.
احمر وجهها خجلا، فلم تكن تنتظر منه هذا السؤال المفاجئ.
– هذا لقائنا الاول ولا أفكر في الزواج حاليا.
– يمكن أن نبقى على علاقة وأتقدم لخطبتك حتى تنضج فكرة الزواج لديك.
– كيف يمكن لك الزواج و أنت لا تتوفر على مدخول مادي قار وقادر على تأمين حاجيات البيت.
– سأعمل على تحسين ظروفي مستقبلا، فلا تنسين أنني حاصل على شواهد عليا، تخول لي الحصول على عمل مناسب.
– سأطرح الفكرة على والدتي.
– إن شاء الله.
     سرعان ما غير محمد سالم الموضوع، و بدأ في السؤال عن ظروف عملها و عن حياتها اليومية، وما تعانيه من مشاق متمثلة في الابتعاد عن الأهل، انخرطت سكينة بكل تلقائية في الحديث و النقاش وكأنها تعرفه لسنوات عديدة.
      مر الوقت بسرعة وطلب منها أن يتمشايا قليلا قبل عودتها الى المنزل فلم تمانع، كان الجو باردا وأعادته هذه الرفقة الى سنوات خلت، سنوات الجامعة بمراكش “المنارة، جامع الفنا…” حيث كان يرسم أحلاما وردية، يظن أنه لايفصله عن تحقيقها سوى تحصيل الشهادة، فجأة توقفت سكينة وطلبت منه أن يوقف سيارة أجرة، و هو مافعله،  بسط يده للسلام و ودعها.

الاخبار العاجلة