العيون الآن.
حمزة وتاسو / القصيبة.
كشفت مصادر جزائرية مطلعة قريبة من رئاسة أركان الجيش الجزائري، أن الجنرال سعيد شنقريحة أصدر أوامر مباشرة لما يسمى بالبوليساريو تقضي بسحب الطائرات المسيرة والأسلحة التي حصلت عليها من الحرس الثوري الإيراني، وتسليمها إلى أجهزة الاستخبارات الجزائرية.
ويأتي هذا القرار في سياق التطورات الجيوسياسية الراهنة التي تعرف تصعيدا بين إسرائيل والنظام الإيراني، ما أثار مخاوف متزايدة لدى القيادة العسكرية الجزائرية من احتمال تصنيف الجبهة الانفصالية كمنظمة إرهابية من طرف قوى غربية، بسبب ارتباطاتها المتزايدة بأطراف إقليمية مثيرة للجدل.
وتشير المعطيات ذاتها إلى أن القيادة الجزائرية تسعى من خلال هذه الخطوة إلى احتواء أي تداعيات محتملة قد تمس صورة الجزائر ومواقفها الرسمية أمام المنتظم الدولي، خاصة في ظل تزايد الضغوط الدولية بشأن دعم الجماعات المسلحة خارج إطار القانون.
وفي السياق ذاته أصدر الجنرال شنقريحة تعليمات بإعادة انتشار الميليشيات الإيرانية المتواجدة في قواعد سرية داخل الأراضي الجزائرية، وتوجيهها نحو منطقة الساحل والحدود مع ليبيا، في خطوة أثارت قلق عدد من المتابعين، نظرا لما قد يترتب عنها من تعقيدات أمنية إضافية في منطقة تعاني أصلًا من هشاشة أمنية وتنامي الحركات المتطرفة.
ويطرح هذا التحرك تساؤلات ملحة حول طبيعة العلاقة التي تربط الجبهة الانفصالية ببعض المحاور الإقليمية، ومدى تورطها في أجندات لا تخدم استقرار المنطقة، في وقت يجدد فيه المغرب تأكيده على انخراطه المسؤول في محاربة الإرهاب، وتعزيز الأمن الإقليمي، والدفاع عن وحدته الترابية تحت مظلة الشرعية الدولية.
