الجزائر ترفض التصعيد في الخليج دون توجيه لوم لطهران

محرر مقالات23 يونيو 2025
الجزائر ترفض التصعيد في الخليج دون توجيه لوم لطهران

العيون الآن.

 

حمزة وتاسو / القصيبة.

 

في خطوة أثارت جدلا واسعا في الأوساط الدبلوماسية والإعلامية، أصدرت الجزائر مساء الاثنين بيانا رسميا أعربت فيه عن “شديد انشغالها وبالغ قلقها” تجاه التصعيد الخطير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، إثر استهداف إيران لقاعدة “العديد” في العاصمة القطرية الدوحة التي تحتضن قوات أمريكية.

 

البيان الصادر عن وزارة الخارجية الجزائرية لفت الأنظار لكونه تجنب إدانة إيران صراحة، رغم إطلاقها 19 صاروخا باتجاه الأراضي القطرية بحسب ما أكدته مصادر رسمية، وفي وقت وصفت فيه الخارجية القطرية القصف بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي والسيادة القطرية”، اختارت الجزائر توجيه الاتهام لإسرائيل، معتبرة ما يحدث نتيجة “لمخططات إجرامية هدامة” تنفذها إسرائيل في إطار “سعيها لفرض هيمنة مطلقة في المنطقة”.

 

وجاء في البيان: “تدين الجزائر هذه الانتهاكات الصارخة وغير المقبولة، كما تؤكد تضامنها ووقوفها إلى جانب دولة قطر الشقيقة في مواجهة هذه المحنة وتجاوزها”، ودعت الجزائر إلى تعبئة الجهود الدولية لوقف ما وصفته بـ”مشاريع السيطرة والتوسع الإسرائيلية” التي تهدد أمن واستقرار شعوب المنطقة.

 

ويرى محللون أن موقف الجزائر يندرج ضمن نهجها الدبلوماسي التقليدي القائم على الحذر وتفادي الاصطفاف في المحاور الإقليمية المتصارعة، خصوصا في ظل علاقاتها المتوازنة مع كل من إيران وقطر، ويؤكد هؤلاء أن الجزائر تفضل المعالجة السياسية والدبلوماسية للأزمات، بعيدا عن لغة الإدانة المباشرة.

 

في المقابل اعتبر آخرون أن تفادي ذكر إيران بالاسم، رغم مسؤوليتها المباشرة عن الهجوم، يطرح تساؤلات حول اتساق الموقف الجزائري مع مبادئ القانون الدولي، ويرجح كفة الاعتبارات السياسية على حساب المواقف المبدئية، ما قد يفهم كنوع من الازدواجية في المعايير.

 

من جهتها عبرت وزارة الخارجية القطرية عن “صدمتها” من الهجوم، معتبرة أنه “اعتداء سافر على السيادة القطرية وانتهاك صارخ للقانون الدولي”، قبل أن تشير في بيان لاحق إلى الجهة المسؤولة عن القصف، في إشارة ضمنية إلى إيران.

 

وفي ظل هذا التصعيد تبدو منطقة الشرق الأوسط مقبلة على مرحلة جديدة من التوتر، وسط مساع دبلوماسية من بعض الدول، كحال الجزائر، للحفاظ على توازن حساس بين أطراف الأزمة، رغم الضغوط المتزايدة لاتخاذ مواقف أكثر وضوحا.

الاخبار العاجلة