العيون الآن.
يوسف بوصولة
في سياق النقاش العمومي حول مدى تفاعل الحكومة مع انشغالات المواطنين اختار حزب التجمع الوطني للأحرار عقد اجتماعه السياسي بمدينة الداخلة في خطوة تكتسي أبعادا سياسية ورمزية تتجاوز البعد الحزبي، لا سيما في ظل تصاعد الانتقادات الموجهة لأداء الجهاز التنفيذي الذي يترأسه الحزب.
الاجتماع الذي احتضنته مدينة الداخلة يوم امس الجمعة لم يخل من رسائل موجهة على أكثر من صعيد، حيث جدد الحزب تأكيده على الطابع الوطني لقضية الصحراء المغربية، معتبرا أن اختيار المدينة الصحراوية لعقد اللقاء السياسي هو احتفاء بالنجاحات الدبلوماسية التي راكمها المغرب في هذا الملف.
محمد أوجار عضو المكتب السياسي اعتبر أن المرحلة الراهنة تمثل تطورا إيجابيا في مسار القضية الوطنية، مشيرا إلى التحولات التي شهدتها مواقف عدد من الدول، بفضل ما وصفه بـ”الرؤية الملكية”، كما دعا إلى تعزيز التعبئة الوطنية في وجه ما سماه “محاولات الخصوم المساس بوحدة المغرب الترابية”.
في المقابل لم يغفل الحزب الرد على الانتقادات المتكررة التي تواجهها الحكومة، خاصة تلك المتعلقة بضعف حضورها الاجتماعي. حيث أكد لحسن السعدي عضو المكتب السياسي أن الحكومة تمكنت من تحقيق ما وصفه بـ”ثورة اجتماعية”، من خلال مشاريع مثل الدعم المباشر، توسيع التغطية الصحية، والرفع من الأجور.
برغم ما يعتبره الحزب إنجازات، إلا أن شريحة واسعة من المواطنين وفق تقارير إعلامية وملاحظات فاعلين مدنيين ما تزال تعبر عن قلقها من استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع القدرة الشرائية، وهو ما يضع الحكومة أمام رهان استعادة الثقة الشعبية.
السعدي شدد على أهمية تحسين التواصل مع المواطنين، معتبرا أن ضعف التوضيح الحكومي للمنجزات يفتح المجال أمام الأصوات المنتقدة، داعيا إلى انخراط فعال في توضيح السياسات العامة وتأثيرها على حياة المواطنين.
في ختام الاجتماع أعلن الحزب عن إطلاق جولة تواصلية وطنية تحت شعار “مسار الإنجازات” تهدف إلى الاستماع لملاحظات المواطنين وتقييمهم لعمل الحكومة. الجولة وفق ما جاء في كلمة عضو المكتب السياسي عمر مورو تأتي أيضا في إطار التحضير للانتخابات المقبلة سنة 2026، عبر بلورة برنامج يراعي أولويات المواطنين.
