العيون الآن.
في مشهد صادم وغير مسبوق في الملاعب الوطنية، تعرّضت الحكمة الدولية زليخة هرماس، أول حكمة من مدينة العيون تنال الشارة الدولية من “الفيفا”، لاعتداء جسدي ولفظي مشين من طرف اللاعبة النيجيرية Imti Mercy، عقب نهاية مباراة الديربي النسوي بين فريقي سبورتينغ كازابلانكا والوداد البيضاوي.
الحادثة وقعت مساء الأربعاء الماضي بعد خسارة الفريق النيجيري بنتيجة 3-2، حينما فقدت اللاعبة أعصابها وانهالت على الحكمة ابنة الصحراء المغربية بالشتائم والضرب، في مشهد أثار صدمة الصحفيين والمتابعين، رغم وجود رجال الأمن الذين تدخلوا بشكل متأخر نسبيًا.
ولم تتوقف الفوضى عند هذا الحد، إذ انضمت حارسة مرمى الفريق إيمان عبد الأحد إلى موجة الغضب، وصرخت وسط الملعب: “الوداد كبيرة بلا بك!”، في تصريح يحمل طعنًا صريحًا في نزاهة التحكيم ويمس بصورة الرياضة النسوية المغربية التي تسعى للارتقاء.
حالة الفوضى دفعت السلطات المحلية للتدخل السريع، حيث تم إخراج الحكمة زليخة هرماس تحت حراسة أمنية مشددة، تفاديًا لتكرار الاعتداء أو تصاعد الأحداث.
وتُعتبر زليخة من أبرز الأسماء في ساحة التحكيم النسوي، إذ شاركت في عدة تظاهرات قارية ودولية، وتحظى باحترام كبير داخل الأوساط الرياضية المغربية. ما تعرضت له يُعد ضربة مؤلمة للتحكيم النسائي، ورسالة خطيرة قد تثني العديد من النساء عن ولوج هذا المجال.
ورغم صمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حتى لحظة كتابة هذا المقال، فقد علمت مصادر مطلعة أن لجنة الأخلاقيات والانضباط ستفتح تحقيقًا مستعجلًا، مع احتمالية فرض عقوبات تأديبية صارمة على اللاعبات المتورطات.
الحادثة أثارت موجة تضامن واسعة من شخصيات رياضية وحقوقية، طالبت بتوفير الحماية اللازمة للحكام وتطبيق العقوبات الصارمة على كل من يعتدي على القيم الرياضية.
وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة سؤالًا ملحًا: أين نحن من ترسيخ ثقافة الاحترام والانضباط داخل الملاعب؟ خاصة في ظل تنامي التوتر والعنف في بعض المنافسات النسوية، وهو ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من مختلف المتدخلين لحماية صورة الكرة المغربية.
